أفضل أفلام السفر عبر الزمن: قائمة أفلام خيال علمي بين الدراما والإثارة وعمق المضمون

لا زالت فكرة السفر عبر الزمن، أمراً شائكاً ومستعصياً، وحلم يراود الكثير، لكن تناول هذه الفكرة والغوص بها، تعد من الأحاديث الشيقة والعميقة والملهمة لعقل الإنسان، تدفعه إلى التحليق في فضاءات العلم والأفكار والنظريات. البحث فيما قاله “آينشتاين” عن نظرية السببية وسرعة الضوء، وبين الثقب الأسود وعلاقته المتصلة بالزمان والمكان، وفرضيات أخرى تكاد تكون مستحيلة حينما نفكر بها.

ربما نحن بنو البشر بل دون أدنى شك، نعلم طريقتين للسفر عبر الزمن، مختلفة عن تلك التي طرحها العلماء وناقشها الفلاسفة، فمن خلال الذاكرة نستطيع العودة إلى الماضي وذكرياته، وعن طريق الأحلام يمكن الولوج إلى المستقبل وصنعه وفق ما نتخيل ونتمنى. وفي العودة إلى الفن السابع، تثبت السينما دوماً أنها ليست صناعة لإضاعة الوقت، بل كثيراً ما قدمت مواضيع عميقة تستقرئ المستقبل، وتتوغل في فلسفيات الحياة وتعقيداتها. السفر عبر الزمن من المواضيع التي تبنتها وتناولتها، وطرحتها بأسلوب ذكي وممتع، يستحق الوقوف عنده والتفكر به، ولو لبرهة من الوقت.

في هذا المقال سنسافر معاً عزيزي القارئ، لنتحدث عن أفضل أفلام السفر عبر الزمن الذي يشغل بال الكثير، مع شرح بسيط لكل قصة.

يتناول العمل حقبتين زمنيتين مختلفتين، واحدة في المستقبل القريب وتحديداً عام 2044، وأخرى في المستقبل البعيد في عام 2074. في المستقبل البعيد يتم اختراع بوابة السفر عبر الزمن، إلا أن الحكومة تقوم بحظرها لأن استخدامها يعد جريمة، إلا أن المنظمات الإجرامية والمافيا تستخدمها في السر من خلال إرسال الأفراد المستهدفين إلى الماضي لتصفيتهم والتخلص من جثثهم تحت مظلة ما يسمى بعملية التنظيف، كون التخلص منها في عام 2074 صعب للغاية. بطل الفيلم جو البالغ من العمر 25 عاماً، هو صانع الحلقة الغارق في عالم الجريمة في مدينة كانساس. يقوم بقتل أشخاص من المستقبل، ثم يحصل على سبائك الفضة التي تأتي مع الضحية، كأجرٍ له. يواجه جو نفسه في المستقبل، حيث يرسل لتصفية نفسه. هل سيتمكن جو من قتل نفسه في الزمن المغاير؟ وماذا سيحدث معه من مواقف بعد أن يتعرف على سارة وابنها؟.

وصف الناقد “ميشيل كومبتون” فكرة Looper بأنها: (فيلم مثير للعقل من أفلام السفر عبر الزمن والخيال العلمي، هي قطعة سينمائية مميزة الصنع، مع مزيج متساوٍ من الأسلوب والمضمون).

يعيش هيكتور وزوجته كلارا في الريف الإسباني، حيث يعملان على تجديد منزلهما.

أثناء عمله على اكتشاف المنطقة المحيطة بمنزله بواسطة منظار، تلفت انتباهه امرأة عارية بين الأشجار فاقدة للوعي. يدفعه الفضول للتحرك ومعرفة ما يجري هناك، يتعرض للهجوم والضرب من قبل رجل غامض. يهرب منه ويلجأ لمبنى فيدخل عن طريق الخطأ في آلة الزمن. ليسافر هيكتور حوالي ساعة من الزمن يعود من خلالها إلى الوراء، ويصطدم بنفسه من غير فهم ما يجري في البداية. ليقوم عالم سبق وأن اتصل به، بتوضيح آلية عمل هذا الجهاز الغريب. ليصبح مدركاً لكل ما سيجري لشخصيته الثانية، خلال الساعة القادمة، وأن من طعنه في البداية ما هو إلا نسخة أخرى منه. يحاول هيكتور استدراج النسخة الثانية منه، لمنعه من ارتكاب الحماقات، ولكن كيف سيتصرف مع وجود نسخة ثالثة؟!

يقول الناقد “أنطون بيتل” عن فيلم Timecrimes: (إن التخطيط الدقيق، والإيقاع المضطرب، والمفارقات الكثيرة، وبعض المعضلات البشرية المدهشة، التي حصلت في العمل، كلها أسباب تجعل فيلم الخيال العلمي هذا يستحق العودة مراراً وتكراراً للمشاهدة) وهو من أفضل أفلام السفر عبر الزمن.

جاك جيلنهال ممثل دائم الإبهار، في أدواره واختياراته الفنية العميقة. لا يمكن أن يطرح نفسه في أعمالٍ سينمائية سطحية.

في فيلم Source Code يجسد جاك، شخصية كولتر ستيفنز طيار في الجيش الأمريكي. يصحى فجأةً ليرى نفسه داخل جسد إنسان أخر، أثناء رحلة وجهتها مدينة شيكاغو، داخل قطار على وشك الانفجار.

يسعى كولتر أن يفهم ما الذي يجري حوله، لكن القطار ينفجر قبل معرفة ذلك. فيجد نفسه أنه عاد مرة أخرى إلى القطار وأنه يعيش نفس الموقف من جديد. ليكتشف لاحقاً أنه جزء من مهمة استخباراتية عسكرية، زج فيها دون أخذ رأيه، وذلك للعثور على الشخص الذي قام بتفجير قطار الركاب. حيث عليه الحصول على الإجابة خلال ثمان دقائق، قبل وقوع الانفجار. وإلا ستتكرر معه الحادثة، حتى معرفة من هو المجرم الذي قام بهذا الفعل.

ليتكمن من بعد محاولات عديدة، من معرفة هوية الانتحاري.

قال الناقد “ميشيل كومبتون” من “بولينج غرين ديلي نيوز”: (يأخذ هذا الفيلم المثير المصمم ببراعة، والذي يغير الوقت من قبل المخرج Duncan Jones، فرضية مثيرة للاهتمام ويمزجها ببعض التقلبات والمنعطفات المقنعة، التي تجعلها رحلة ممتعة من البداية إلى النهاية).

في عام 1996 تتعرض الأرض لفيروس قاتل، يقوم بالقضاء على أعداد كبيرة من البشرية. مما أجبر الناجين من البشر الذين لم يتمكن الفيروس منهم بعد، باللجوء إلى تحت الأرض، والعيش هناك تفادياً للوباء.

هذا الفيروس تم إطلاقه من قبل مجموعة تعرف باسم “جيش الإثني عشر قرداً”.

وفي عام 2035 يوجد سجين يدعى جيمس كول يعيش في مجمع تحت الأرض أسفل فيلادلفيا. تقوم الحكومة بمنح جيمس صفقة، يحصل بموجبها على حريته مقابل السفر إلى الماضي عبر آلة الزمن، لكشف خطة المنظمة الإرهابية التي يطلق عليها جيش الإثني عشر قرد. والحصول على عينة من الفيروس الذي أصاب 5 مليارات من البشر، ومحاولة مساعدة العلماء على اكتشاف العلاج. إلا أن جيمس كول يصل إلى العام 1990 وليس إلى العام 1996، كما كان مخططاً له. لكن يحصل معه حادث يعرقل إتمام مهمته، حيث يتم إلقاء القبض عليه ووضعه في مستشفى الأمراض العقلية.

في رأيه عن الفيلم كتب الناقد “مات برونسون”: (إنه فيلم خيال علمي مثير ومروع ومفجع للقلب، ونادراً، ما يتوقف عن رمي الرنجة الحمراء في أفواه المشاهدين الذين يحاولون تجميع كل ذلك معاً).

أحداث الفيلم تبدأ في عام 1985، في هيل فالي في ولاية كاليفورنيا، حيث تناول العمل قصة الفتى مارتي وعلاقته بوالديه. والده رجل يحب المزاح وإلقاء النكات المستهلكة، أما والدته فهي مدمنة على الكحول. تجمع مارتي علاقة صداقة مع الدكتور براون، وهو مخترع غريب الأطوار، في أحد الأيام يعتقد براون أنه اكتشف سر السفر عبر الزمن. حيث يكشف النقاب عن آلة زمنية تعمل بالبلوتونيوم. بعد عدة مجموعة من الأحداث المليئة بالمفاجآت، يستخدم مارتي آلة السفر عبر الزمن، لينتقل 30 عاماً إلى الخلف، تحديداً في عام 1955.

يكتشف مارتي أنه لا يملك البلوتونيوم الذي يحتاجه للعودة. يصل إلى مركز التسوق الحالي والذي كان لا يزال حقلاً للمزارعين،

أثناء تجواله في وادي التل المزدهر، يقابل مارتي والده المراهق ويتعرف على مآزقه التي كان يمر بها، كما يلتقي بوالدته أيضاً.

يتعين عليه أن يعيد لقاء والده بوالدته خلال مراهقتهما، حتى يتمكن من العودة إلى المستقبل.

وصف الناقد “جوزيف جيلميس / نيوز داي”، “العودة إلى المستقبل” على أنه أفضل فيلم هزلي شاهده. وأنه مصنوع جيداً وخفيف القلب وهو الطول المناسب تماماً لمنحك الإثارة والضحك وبعض المفاجآت، ثم ينتهي الأمر، مع شعورك بالرضا مما شاهدت.

ينقلنا الفيلم إلى زمنين مختلفين، من خلال فتاتان يربطهما معاً هاتف أرضي. حيث تفقد الشابة كيم والبالغة من العمر 28 عاماً، هاتفها الخليوي تحديداً في عام 2019، أثناء سفرها لزيارة أمها. في منزل طفولتها تجد هاتفاً لاسلكياً قديم، تتلقى من خلاله مكالمات هاتفية من قبل امرأة تدعى يونغ سوك تقول أنها تتعرض للتعذيب على يد والدتها. تكتشف كيم لاحقاً أن المرأة التي في الطرف الآخر، تعيش في نفس منزلها، ولكن في زمن آخر وتحديداً في عام 1999. لتبدأ الفتاتان بالتعرف أكثر على بعضهما، وتبادل المعلومات حول حياة كل منهما.

تبحث كيم على الإنترنت عن يونغ سوك، لتتلقى معلومة مفادها أنها قتلت على يد والدتها، أثناء طرد الأرواح الشريرة. فتحذرها من ذلك، لتقوم الفتاة بقتل والدتها بالتبني. لكن كيم لم تعرف ما الخطأ الذي اقترفته بفعلتها تلك! فلتحافظ يونغ على سرية الجريمة التي ارتكبتها، تقوم بقتل كل شخص يعرف ما فعلت.

يقول الناقد “وليام شوارتز” عن فيلم المكالمة: (The Call هو فيلم يزدهر باستخدامه الفعال للأجواء الغامضة. يوضح المخرج Lee Chung-hyun ذلك كثيراً من المشاهد الأولى، والتي تتناقض مع الدراما الاجتماعية الحديثة وما تقدمه).

محور القصة هو الكاتب المسرحي “ريتشارد كولير”، الذي وأثناء الاحتفال بمسرحيته الجديدة يحصل على ساعة يد قديمة من قبل امرأة عجوز. والتي تتوفى في ذات الليلة. بعد ثماني سنوات وأثناء رحلته الاستجمامية، يغرم بصورة قديمة لشابة جميلة، وذلك خلال استكشافه لقاعة التاريخ في الفندق. تعود الصورة للممثلة إليزا ماكينا، وهي ممثلة مسرحية اشتهرت في أوائل القرن العشرين. بعد عمليات بحث عديدة، يدرك ريتشارد أن إليزا هي نفسها العجوز التي منحته ساعة اليد. يقوم بزيارة صديقتها لورا روبرتس، وهناك يلمح كتاب عن السفر عبر الزمن، كتبه أستاذ جامعته الدكتور جيرارد فيني. يبحث ريتشارد عن البروفيسور فيني، الذي باعتقاده أنه سافر في الزمن. ينصح فيني ريتشارد أن لا يقوم بهذه العملية، لأنها تؤثر على الجسد البشري. لكنه يصر على موقفه، فهو يريد لقاء المرأة التي أحبها في الصورة.

وصف الناقد “جرانت كيمبستر /ستاربرست” فيلم “في مكان ما في الوقت المناسب” على أنه: مضحك، ذكي، مؤثر، ويذكرنا بالرومانسية. كما صنفه على أنه ماجستير في التمثيل والكتابة والسينما العاطفية. إنه العرض المطلوب.

يسعى عميل سري في وكالة المخابرات المركزية يطلق عليه اسم بطل الرواية The Protagonist، إلى القيام بالسفر عبر الزمن لأداء مهمة خطيرة، بعد أن ينضم إلى منظمة سرية يطلق عليها تينت، من أجل الحفاظ على الجنس البشري، ومنع اندلاع حرب عالمية ثالثة، بواسطة أندريه ساتور الرجل الذي يمتلك القدرات على إشعال الحرب. حيث يشرح له أحد العلماء مفهوم فكرة إنتروبيا المعكوسة والتي تسمح له بالعودة بالزمن إلى الوراء. وفي مهمته عليه استعادة البلوتونيوم الذي تمت سرقته. قبل ذلك يتم خطف بطل الرواية أكثر من مرة، وذلك للحصول على معلومات منه. لكنه يكتشف لاحقاً أنه تم خداعه وما جرى ليس سوى عملية اختبار له، قبل إرساله للعملية السرية، والتي تعد بمثابة إعادة كتابة التاريخ البشري.

أثنى الناقد “أليكس تيرنر” على فيلم تينت حيث قال: (فيلم جاسوسية وخيال علمي من أفلام السفر عبر الزمن عمل ضخم وطموح وجذاب من كريستوفر نولان، والذي يجب ببساطة رؤيته حتى يتم تصديقه، وربما مشاهدته أكثر من مرة حتى يتم فهمه وتقديره بالكامل).

الفتاة التي قفزت عبر الزمن هو فيلم أنمي من أفلام السفر عبر الزمن يتحدث عن ماكوتو كونو البالغة من العمر 17 عاماً، وهي في المدرسة الثانوية في مدينة طوكيو. في أحد الأيام وبعد مغادرة المدرسة، تتعرض ماكوتو لحادث قطار بعد أن تتعطل فرامل دراجتها. لكنها تنجو بفضل قوة خارقة تمتلكها وهي العودة بالزمن. الأمر الذي يصيبها بالذهول. لذا تقرر الذهاب إلى عمتها كازوكو يوشياما، وتروي لها ما جرى. لتخبرها عمتها وتشرح لها عن الانتقال عبر الزمن. فتبدأ ماكوتو باستخدام هذه القوة، وتعيد تكرار اللحظات والمواقف أكثر من مرة. والاعتماد عليها بشكل مفرط، حتى في أتفه الأمور. لكنها تلاحظ أخيراً مدى تأثير هذه الميزة التي تمتلكها بشكل سلبي على الآخرين.

كما تدرك ماكوتو في وقت متأخر أن لديها وشماً مرقماً على ذراعها، يشير إلى عدد المرات التي يمكنها القفز فيها. لذلك عليها أن تستخدم تلك القفزات في وقتها الصحيح.

تقول الناقدة “لاروشكا إيفان زاده / ميترو نيوز بيبر”: (تتميز هذه اللعبة الدافئة والجذابة بلحظاتها اللطيفة ومرئياتها الخيالية المستوحاة من السفر عبر الزمن، المستوحاة من فان جوخ، لكنها لا تزال ترتكز بشكل جذاب على مخاوف المراهقين المتسامية والمتصلة بالنمو).

ثلاثة أصدقاء يعيشون معاً في مجمع سكني، كالي وجاسبر وفين المشرف على هذا المجمع. يذهبون إلى منزل جارهم لمعرفة ما سبب غيابه، ليكتشفوا أنه توفى. كما وجدوا في منزله كاميرا ضخمة موجهة صوب نافذتهم، تعمل على التقاط الصور لهم كل مدة معينة. لكن الأمر الأكثر غرابة أن بعض هذه الصور والتي يظهرون بها، لم تحدث لهم. ليعلموا لاحقاً أن هذه الآلة تلتقط صور من المستقبل، أي أنها تصور اللحظات التي ستحدث معهم في المستقبل القريب. لكن الأصدقاء لا يعلنون خبر وفاة جارهم، وذلك للاستفادة من الآلة التي وجدوها هناك. حيث يستفيدون منها في المراهنات. كما يحاولون التلاعب بالأحداث لخدمة مصالحهم الشخصية، ولكن هل سيفلحون في ذلك؟

كتب الناقد “مات دوناتو” عن فيلم Time Lapse حيث اعتبره فيلم تشويق صغير غير تقليدي من أفلام السفر عبر الزمن يمزج بين التشويق الفردي مع توتر الخيال العلمي، وعلى الرغم من وجود منطق غامض فيه كفيلم، إلا أنه يصنع ساعة أنيقة بشكل مدهش.